الرحمن الرحيم - أسماء الله الحسنى

الرحمن والرحيم اسمين من أسماء الله الحسنى ألفظهما يوميا 25 مرة على أقل تقدير دون تمعن أو تأمل أو القليل فقط ولكن لفت انتباهي مؤخرا بعض المعاني اللطيفة فيهما واستغربت فعلا كيف غفلت عن هذه الدرر في الماضي 



فمثلا لم الاحظ يوما أن كلمتي رَحِم ورحمة لهما نفس الجذر ر ح م


والرحم هو موضع تكوين الجنين ووعاؤه في البطن، كما يرمز أحيانا إلى القرابة وأسبابها

أما الرحمة فيقصد بها غالبا الرقة أو الشفقة أو المغفرة ودائما كنت أتساءل ما الفرق إذن بين الرحمن والرحيم واللطيف والحليم والرؤوف... دون التوصل إلى جواب مقنع 

 

ولكن بعد أن لاحظت تقارب لفظي رحم ورحمة صُدمت فعلا وأكاد أجزم أن المعنى أيضا وااااحد  

فالرحم هو المكان الذي يحتوي ذلك الانسان الضعيف الذي لا يقدر على شيء ويغذيه ويحميه من كل ما يضره فهو في « حفظ » هذا المكان لا ينقصه ولا يضره شيء 

تماما كما ترحمه والدته (أو والده أو أي انسان سوي) عندما يخرج من الرحم وهو لازال ضعيفا لا يقدر على شيء، فتحتويه بتوفير ما يحتاجه من مأكل ومشرب ورعاية وبحمايته من كل سوء

وهذا الاحتواء هو بنظري المعنى الأصلي ل « رحمة » الانسان بالانسان أو بكل ما يحيط به من مخلوقات

وعن الفرق بين رحمة الانسان ورحمة الله فإن الله عز وجل خص نفسه باسمي الرحمن والرحيم ليبين لنا أنه ليس هناك وجه للمقارنة من الأصل

 

فأما صفة الرحمن فهي على وزن فعلان وهذه الصيغة ترمز غالبا إلى الزيادة المطلقة والمطردة من الشيء (الدائمة والمستمرة وغير المحدودة) أو إلى الامتلاء من الشيء (شبعان، غضبان...)

وأما صفة الرحيم فهي على وزن فعيل وهذه الصيغة تدل على المبالغة في الاتِّصاف بالفعل بشكل كبير كأن تقول خبير : كثير الخبرة، أو سميع : كثير السِّمع، أو رحيم : كثير الرحمة


ومن هذا المنطلق لا يمكن لأي منهما أن تليق بغير الله عز وجل كما أن اشتقاق صفتين بدل الواحدة من نفس المصدر ما هو الا توكيد إضافي على أن بيده وحده الرحمة جلها وما أوتي الخلق منها الا قليلا


فلكم أن تتخيلوا معي إذا كان الرَّحِم المخلوق سكنا واحتواء وأمنا وأمانا فكيف برحمة الخالق ؟


أحبتي..

 أن يرحمنا الرحمن الرحيم هو أن يحتوينا فيغمرنا بفضله فلا ينقصنا ولا يضرنا شيء

أن يرحمنا هو أن يكون معنا وحولنا وينزل علينا ما تحتاجه أنفسنا فورا لا بعد حين

كأن ينزل علينا من نسائم رحمته ما يحفظنا به من كل سوء ويُهدئ به روعنا وما يجبر به خواطرنا ويطمئن به سرائرنا وما يكشف به الضر عنا..


أن يدخلنا مصدر الرحمة في الكون في ر ح م (ته) هو كأن يقول لنا ﴿إِنَّ لَكَ أَلّا تَجوعَ فيها وَلا تَعرى * وَأَنَّكَ لا تَظمَأُ فيها وَلا تَضحى﴾ 

 

فمن أراد السكينة والطمأنينة والصحة والأمان والحماية وغيرهم مما تتوق إليه الأنفس فما عليه إلا أن يسأل الله أن يدخله في رحمته..

فإن احتوته رحمة الرحمن الرحيم كان له من مبتغاه نصيب 🙂

منقول من

Radhia zine


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...